الاسلام ليس دعوى !!
(( رب ساع لقاعد )) مثل يضرب للرجل في هذه الحياة , ولكن ثمرة كدحه تصل الى غيره ممن لم يبذل جهدا , ولم يحس تعبا ..
تذكرت هذا المثل في قضية اخرى مشابهة , فمننصف قرن كنت كثير الكتابة في آلام الطبقات الكادحة , والمظالم التي تقع على رؤوس العمال والفلاحين ! ولم اكن مغاليا فقد رايت من يزرعون القطن ويكادون يمشون عراة ! ومن ينحنون على آلاتهم سحابة النهار ولا يجدون إلا الكفاف على ماقدموا من عناء ..
وتغيرت الدنيا , وشرعت قوانين جديدة , وضمنت للكادحين ارزاقا ارغد , بيد ان الذين تعبوا قديما ماتوا محرومين , وظفر بالاجور السخية قوم آخرون قوم عملهم قليل وطمعهم كثير ! قوم لا يعرفون ان عليهم واجبات بل يعرفون ان لهم حقوقا , قوم يحسنون : هات ! ولا يحسنون خذ ! .
هذا الصنف من الناس ينتشر على امتداد الحقول والمصانع وانواع الحرف والوظائف ليس لهم انتاج يذكر وليس لمطالبهم حدود ! وما ارتاب في ان هذا النوع من الاخلاق وراء تاخر الامة وعجزها العام ومستقبلها الغائم ..
وينضم الى هذا العوج النفسي عوج آخر ! فالمحفوظ من تعاليم الاسلام انه لا آخرة لمن فقد زكاة نفسه كما قال تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها
ولا اريد ان احلم مع الحالمين فاتصور الزكاة المنشودة مزيدا من الصفاء والايثار والتسامي وذكر الله عز وجل , مع ان هذا كله اساس الزكاة المطلوبة للقلب والخلق , انني اريد المبادئ الاولية لبناء الاتسان المحترم مثل صدق الكلمة , زنظافة البدن والوسط !!
عندما يضرب لك العامل موعد ا لانجاز امر ما , ثم تجيئه فينظر اليك ببلاهة او بصفاقة ويبدا يختلق الاعذار ! او عندما تنظر الى محله وادواته فترى الفوضى والمهملات تحف به !
بماذا تصف هذا المرء ؟
هل فكر يوما في ترقية نفسه وفكره ؟
هل رفع مستواه بتزكية يلقى بها ربه ؟
هل الاسلام بهذه الادوات البشرية المعطوبة يشق طريقه الى الامام ام الى الخلف ؟
لقد رايت عمالا وثنين مقبلين على الواجبات الملقاة عليهم باقتدار وابتسام , يفرح بهم اصحاب الاعمال , ويؤثرون على غيرهم !
فهل يحسب العمال المسلمون انهم بالاهمال والاسترخاء يحفظون ايمانهم ؟
ويشرفون دينهم ؟ انهم يكذبون والكذب طريق العار والنار
مختارة $